Wednesday, November 14, 2007

عندما ترفضنا أجزاؤنا

عندما ترفضنا أجزاؤنا

في أواخر الربيع وقد بدأت الحرارة في الأرتفاع والحياة داخل شمس بدأت تصدح بما هو مباح , وقد اباحت لنفسها اقتحام نفوس الأخرين بنظارة ترتديها ولا يراها الناظرون..وهي تنظر وتنتظر اليقين ليتحدث بكلمات تعين ....
وتدخل شمس المكتب على مديرتها فتجد صمتا غريبا يحوم فى المكان وتسند المديرة بكلتي يديها الجبهه وكأنها تحاول النسيان , لكنها تنتبه بعد مده لدخول شمس وتلتقي أعينهما فتسألها شمس ماذا بك ؟!...فترد المديرة بأنه مجرد صداع وشمس ترى في الأعين حدث جبار ....!
لم تكن المديرة يوما ما حميمه لأي من مرؤسيها , كانت حازمه وفي كثير من الأحيان حكيمه التصرف وهي تحمل كثير من الرقي داخلها ولكن نفسها لا تقبل وجود أنثى أخرى بالمكان تأخذ الأضواء أو تشرب من العلم الذي يوفره الوجود بهذا المكان ....
عندما التحقت شمس بهذا العمل استقبلتها زميلة لها تكبرها بسنوات عديدة وأخذت تحذرها بشدة من شر المديرة وقدرتها على الأتلاف وأخذت تشتكي وتشتكي وتحكي عن سنوات الحروب التي عاشتها معها والتي انتهت بانتصار المديرة وابعاد الأخرى من المكان لتنتقل بعيدا في قسم أخر....لكن شمس رأت الغليان وهو لا يترك لقلب هذة الزميله وقت للأطمئنان , فطبعها يحب الحروب وينادي على الألام....فنادت الألام عليها ولم تجدها شمس الا وهي في غرفة حقن الكيماوي بعد سنتين من هذا الحديث بينهما لتتلقى العلاج من أثار الحروب التي تخوضها مع نفسها وتحبها مع البشر , وشمس تنظر اليها والمشهد يتحدث بلا لسان ...!!!
كان التفاعل بين شمس ومديرتها قد احتدم في هذه الفترة لتعاونهما في البحث العلمي فبدأ المكان يتجاوب مع انفعالاتهما ولمحات الحب تظهر في عيني المديرة من وقت لأخر على الرغم من كل الغيرة التي تحملها بين جنباتها لأي أنثي ..! وشمس تحمل في قلبها حب حبيب , يجعل الرائي فورا صديقا وهي تذكر لمديرتها كثير من المواقف الطيبه معها وترى فيها أجمل ما فيها فيخرج يناغي شمس فترى معانيها ....
وتسمع شمس من بعيد همسات بين المديرة وبين أحدى أعضاء هيئة التدريس بكلمات عن البحث العلمي الخاص بشمس والمتوليه الأشراف عليه مديرتها , لكنها بصوت مبحوح تطلب ان تشرف الأخرى على هذا البحث ....وهما يكملان الحديث وقد توقف السمع عند شمس وساد صمت حديث ...! لقد حاربت المديرة بشتى الطرق حتى لا يشرف على هذا البحث احدا غيرها وهي قائدة المكان وفي لحظه تخرج من الميدان ....!!
فاق الحدث كل الهواجس التي مرت بخاطر شمس عن حال مديرتها ...وبعد كثير من البكاء وزمجرة الحزن فى الأعين السوداء وتغيب عن العمل اضرابا للألم في مواجهة الخبر الذي يتحدث به المكان ....لم تجد شمس نفسها الا وهي تدخل على مديرتها غرفة تلقي العلاج في أول مرة لأخذ جرعة الكيماوي واخرج قول المرض المشاعر الحبيسه من الطرفين وقد اضحت نقيه ودون مجدافين , وأمسكت شمس بيد مديرتها وهي تربت بعنف العاطفه عليها والعينان محدقتان بقوة في العينين وهي ترى جسم مديرتها وهو يحكي أفلام الرعب من السائل الملون الذي يحقن في وريد الرقبه ليخرص تحدث الخلايا وهي تحكي الحكايه , ياليت للغلّ نهايه ! ....وقد التهب الجسم سنوات من ما تحمله النفس وهى تتوق للخلود والأبد وتتجاوب الخلايا وتتكاثر بجنون وهى تحارب الفناء , وشمس ترى نفس المشهد القديم الذي رأته للزميله المحاربه , وعظمة الترقوة تستسمح الحقن بالرفق وهي مستسلمه في كل الأجسام المحاربه , لعل دخول السائل الملون من خلالها ان يصلح الخلايا على بعضها فتنسي سنوات الحروب وتنسجم وتحب ان تعود .....!!
والمشهد مازال يجبر العيون بأن تجود بالدموع ...وتصر شمس ان تزور مديرتها وان تكون معها في كل جلسه من جلسات تلقي جرعات السائل القاتل الذي يقتل في الخلايا حب الأنحراف بعد ان اضحت تحب الهلاك لتعود بحاملها الى نقطة الأعتراف
وعلى الرغم من قسوة السائل فى الأخراص وهو يتعامل مع الخليه الحائده والخليه السليمه المستكينه بردع مخيف لقوة الحياة فيهما وكأن دراكولا يبعث ها هنا , على الرغم من ذلك لكن النور يطل بأضواء الرحمه من جبهة المديرة وتطبع شمس قبلات الرحمات والدعوات على الجبهه التي اضحت منيرة ...وتظل تتأمل الساكنه على فراش المرض وقد دخل الطبيب ليبدأ فى حقن الوريد والسائل الملون على موعد مع الاضرار أراد أم لم يريد
لكن المديرة وهي طبيبه تناقش الطبيب المداوي في ازالة أجزاء أخرى من الجسم داخلها خوفا من ان يكون المرض قد مس معالمها ...وقد أزيل الورم والجهاز الذي يحمل خلاياه , لكن الحرص على الحياه يأمر بأزالة اي أجزاء أخرى مشتبه فيها بأن تكون الخلايا نقلت الى جارتها مآسيها ...! وشمس تجلس على مقربة من فراش المديرة وهي تدير الحوار بكل قوة حب الحياة مع الطبيب المعالج , وتتكلم عن أجزائها بقلب حديد يريد ان يتخلص من الأجزاء ان كانت ستجلب الموت القريب
والذهول يرتسم على وجه شمس ولسان المديرة ينطلق بقول الازاله للغشاء البريتوني وأجزاء من الأمعاء وأجزاء من ......ومن ......... وهل الأزاله لبعض من الأثاث القديم الذي يفترش البيت ؟
وتتألم شمس بداخلها وتطلب الشفاء لها وشفتاها مطبقتان بالسكوت , وهي تنادي على مديرتها وتسألها في خيالها والصمت يسكن فمها ....لماذا رفضتي أجزائك يا مديرتي ؟؟.....أم هل أجزاؤك هي التي رفضتك يا حبيبتي؟؟
سميه سليمان 7\11\2007

Sunday, November 4, 2007

أنشودة الخلود


أنشودة الخلود


" أمي ....يا أمي الحبيبه ...نفح الرياحين والورود
أين ابتساماتك الرطيبة ....تسمو باشراقة الوجود"
انسابت عذوبة النغمات في الأثير من حول زهرة وفيروز ترنم هذة الكلمات من خلال الراديو...فأضفت كثير من الرحمات حولها في الغرفة ....وزهرة تجلس على فراشها وهي تسند ظهرها المكسور الذي يرفض ان يستقيم بمخدة لينة وياليتها ظلت جنين
فهي فى الخامسة والثلاثين من عمرها ولكنها لا تملك يوما منهم لها , فكل لحظاتها اعياء بجميع أنواع الداء وهي مازالت لا تحسب من الأحياء , تخرج أنفاسا مهدومه وكل خلاياها مهزومه...وتحاول ان تستيقظ بعض الساعات فى كل يوم ...لكن قاتلتها لا تترك لها هذة السويعات لنفسها , فتظل أمام خلجاتها تملىء أفكارها وتهدهد سريرها بعنف وتنظر الى قدميها العاجزتين بوجودها الدائم داخل نفس زهرة ...وزهرة مستكينه على الفراش وقد انتهت المعارك منذ زمن ولم يبقى لزهرة غير العجز وعدم الأكتراث ....ويأتي صوت فيروز وهو يحمل قلب الكنوز وهي تغني للأم التي بيديها ان تبني وبيديها في لحظة ان تبيد ...وهل تشك زهرة لحظة في ان أمها لا تحبها ؟!....أو انها أرادت لها العجز ؟ّ
لا تشك أبدا...فهي طفلة في هذا الوجود , فاقدة لذاتها منذ أمد ...لا تعرف غير التدمير لنفسها بعد ان أهدى لها من أقرب الناس لها على الأرض ....
فتظل محلقة بعينيها في سقف الغرفه التي لا تتركها ولا يسكن داخل زهرة غير من أهدت لها العذاب , فتظل الحب الأول وتظل الجلاد , وزهرة تسمع كلمات فيرزو فتشتاق للجلد ولقسوة الجلاد ...وقد أصبح عندها وكأنه حب المهاد
فتكمل فيروز ترنيمها وكأنها تسقي زهرة بما تحب ان تسمع عن أمها وعن الساكنه دوما داخل قلبها ...وتقول
"ولأسم أمي الجميل لحن , فى القلب أحلى من النسيم ...لا وجه قد لاح فيه حزن , يرقى لوجهها الكريم
هل لي سوا حبك العظيم , أحيا به الوعد بالنعيم ...روحا بأرجائه أهيم....طفلا لأحضانه أعود "
وتحرك زهرة يديها وكل ما فيها يكره الحركه والحياة , وتمد يدها ببطء شديد الى التليفون الموجود بجانب فراشها وتطلب رقم حبيبتها ...وهي دوما لا تستطيع ان تتذكر غير أنها حبيبتها , لكن الأخرى ترفض ان تجيبها , فتظل زهرة تطلب الرقم مرات ومرات ولا مجيب على زهرة , وفيروز تصر ان تستصرخ الأهات ....وهي تقول
"أمي ...وهل لي سوا يديك , أرجوهما من نفحة السماء ...أبوابها طوع راحتيك , ان تسألا يسمع الرجاء...
يا من هنى باسمها النداء , يا من تسامي بها العطاء ...ان رومت جودا من السماء , من غير نعماك لا تجود .."
وتبكي زهرة لعدم رد أمها عليها في التليفون ...وهل لازالت لديها دموع تستطيع الخروج وقد أضحت تمثال
ممسوخ ؟!...لكن الماسخ مازال بطل خيال زهرة , يملىء خلاياها بالوعود , بأن مفتاحا حبيب سيدخل بنور في باب البيت لتجد ان بطلة قصة حياتها أمامها ...فترتمي في أحضانها وان كان الجنين لم يستطع القدرة على التمايز والتكوين , فمن الرحمه ان يظل في الرحم دون أنين أو يتلاشى للعدم أبد الأبدين
وتنقل زهرة ساقا وراء الأخرى بيديها لتضعهما على الأرض وهي مازالت تجلس على الفراش وتنظر الى عكازها وتفكر في سحبه والأتكاء عليه لتذهب الي ردهة البيت لعل الخيال تحقق وان الأم قد جاءت لتسأل على بنتها بعد طول غياب ...والذبيحه تنتظر اطلالة الذابحه بكل اخلاص لتستنشق عبير الذبح الذي أضحى يجري في مجرى الدماء ويحيّ المدمن دقائق بمادة الأدمان
لكنها تفضل الأصرارعلى طلب الرقم وهي لا تمتلك القدرة على الأصرار على أي شيء في الدنيا غير الأصرار على سماع صوت محبوبتها ...فتظل تطلب وتطلب ...بأمل الطفل بالعودة الى امه بعد ضياعه بعيدا عنها وأخيرا ترفع الأخري السماعه ولكنها لا تجيب ...
فتنطلق زهرة بكلمات الحب والحنين ...." أمي ...حبيبتي ...أجيبيني , أنا أحبك ...أنا أريد أن أراك , كل هذة الشهور وأنت بعيدة عني ....أمي ....أمي لا أستطيع العيش بدونك "
ولكن ليس هناك من يجيب زهرة ...وتضع الأم السماعه في وجه زهرة ...ولا يبقي غير صوت فيروز فى الغرفه وهى تقول ....
" ألقاك في نجمة الصباح ....في مبسم الزنبق الرطيب , في زرقة البحر ...أمي وفي دمعة الغريب
والشمس تدنو من الغروب ...كأنها وجهك الحبيب , يا وجه أمي لا تغيب
أمـــــاه ....أنشودة الخلود



سميه سليمان 3\11\2007

Saturday, November 3, 2007

الوطن


الوطن


دخلت أمال الفصل وقبل ان تلقي صباح الخير علي التلاميذ الصغار , أمسكت بقطعة الطباشير وكتبت كلمة وطن على الصبوره...كتبتها بعرض الصبورة ثم التفتت الى الصغار وحيتهم كما تفعل كل يوم بابتسامه رقيقه من ثغرها الباسم ....وانتظرت لبرهة لتري ما فوق وجوه الصغار بعد قراءة كلمة "وطن
كان الفصل به مختلف الجنسيات ....من بلاد المغرب العربي , من بلاد الشام , من بلاد الخليج ومن البلد التي تسكن شمال أفريقيا وتبقي على الخريطه وان زلت الطريقه ...قابعة تنادي , هلموا لا تتركوا فؤادي ...عروشي ظليله لكل ساكني الخميله , ممالك قويه ..ملكت سنوات حصون البريه , أنا مازلت فتيه , فتشوا عن أكسير الحياه لأرجع بهيه
تركت أمال البلد العريق بعدما ضاق الطريق وفتح الباب على الخليج بعد ترك الأحباب على ضفاف النيل
...أين الخليل ؟
كان التلاميذ أعمارهم صغيرة لفهم هذا المعني , لكن كلهم كانوا يعرفون انهم ليسوا في بلدانهم , وأنهم يعيشون في بلد عربي أخر غير الموطن الأصلي.....لكن التساؤلات كانت كثيرة وأمال تحاول أخماد الحريقه التي أشعلتها كلمة وطن فى نفسها
كانت أمال معلمة هادئة الطبع وأن كانت حازمه , كل الأطفال يحبونها بشدة وهي تعشق اللعب بينهم وغرز معاني الحب في قلوبهم ....
أقبلت روان على معلمتها أمال ...روان طفلة عراقيه ساكنه لاتتكلم أبدا , ولكنها بدأت تتجاوب مع المدرسه بعدما استلمت أمال الفصل, قالت روان "الوطن يعني بلدي يا ميس أمال ؟"...أجابت أمال بسرعه دون تفكير... نعم ثم أخذتها الأفكار بعيدا عن الفصل وهي تفحص المعني ....الوطن هو بلد الأب ؟....أم الوطن هو ابن في البلد ؟؟....
وتذكرت المملكه التي كانت قوية والتي تسكن شمال أفريقيا ...والعبرات تتساقط مدوّيه ...
هل الوطن هو مكان قاسي , نترجي العيش به وهو يرفضنا ونحن نقاسي ...؟؟ ...أم هل الوطن هو مكان أدركنا معناه ونحن نعيش بعيدا عنه فأخذنا الحلم للرجوع اليه ؟؟..هل الوطن معني والمكان ضائع ؟؟.....
قالت أمال لنفسها " الوطن مكان داخلنا اذا وجدناه ,أدركنا المكان القابع خارجنا "....ثم التفتت الى روان وهي تريد توصيل المعني الى الصغار وقالت : من منكم يكره أمه وان ضربته ؟؟....من منكم يستطيع البعد عن أمه ولو ليوم واحد ؟؟...هكذا الوطن , هو مكان يحيا داخلنا ونتمني الرجوع اليه وان كان هو طاردنا , فهو الأم وان كانت عرجاء...عمياء...بكماء ...أين انت يا مصر يا أرض الأفضاء ؟؟
وبسرعه نادت أمال على الصغيرة رحاب ...وهي تلميذة مصريه وضمتها بشده وأخذت فى البكاء...وهي تردد سأرجع اليك يوما مهما طالت الأحقاب....سنرجع يوما

سميه سليمان 30\9\2007

Thursday, November 1, 2007

استشارية أمراض الدم

استشارية أمراض الدم

أه يا سمسه يا حبيبتي ...أد أيه الدنيا صغيره !" قالت لي هذه الجمله وهي تنظر اليا بدهشه ولحظات أخري تنظر بحقد وكره ولحظات بعدها تنظر با ستهتار وهي تهاجم البشر مثل التتار .....تسلبهم كل ما لديهم وهي تحدق في أعينهم وتمليء زكائب من ممتلاكاتهم وتبصق في جوفهم , تلعن وجودهم ...فما أحقرهم من بشر , يمتلكون هذا وذاك ولماذا لم يرسي عليها هذا المزاد ؟!
كما كانت دهشتها كبيرة بوجودها في غرفة استقبال الضيوف في بيتنا بأبوظبي ...كانت دهشتي من كلام القدر كبيرة وأخذتني الذاكرة وتركتها أمامي علي الكرسي تأكل من الفاكهه وذهبت أتذكر أول مرة رأيتها في العمل معي في المستشفي...كانت تحكم وحدة أمراض الدم هي وزميلتها في تلك المستشفي...
والأسم دائما يذكر في كل أنحاء المعامل ومعه كثير من اللعنات والركل بالقدم لا يكفي لصد نظرة من النظرات التي تصوبها تجاه الأخر ...وكأن الأخر خلق من أجل ان يسب ...يسب بطرف عينيها , ولماذا هو نظر اليها ؟؟!...
كان هذا خطأي في بداية ما دخلت هذة المستشفي لأعمل بها هو اني كنت أنظر اليها وعرفت وقتها وهم يحذرونني منها ومن الشر الهائم حولها أني لا يجب عليا الأقتراب من الغرفة التي تسكن ودها ..!
لكني كنت أقابلها صدفة في الممر الذي يجمع المعمل الذي أعمل به والمعمل الذي تحكم هي فيه , وعندما كانت تلتقي نظراتنا ,لا أجد مفر من قول "صباح الخير " ....فيبتسم الشر داخلها وتنظر اليا من قمة رأسي لتذهب بعبث نظراتها الي نهاية أرجلي وتتقدم خطواتها بسرعة وتشيع مروري بجانبها بصمت يرضي غرور اللون الأسود الساكن بحرها ....ومن العجيب أني كنت أحس بطاقة تبثها هي في الهواء, طاقة وصفها سوداء بمجرد مرورها في المكان ...لكن الكل يخاف من لدغة الحيه ...تمشي الهويني وبحب تلتف حول الفريسة وتأكل وهي دوما حريصه....
أخذت أقدم لها الطعام وكان والدي قد قام بدعوتها علي الأفطار وكنا في رمضان ...و أنا وهي نأكل من نفس الطعام
وأجلس أمامها , وأضع بيدي اللحم والود في طبقها , ووقتها كتمت ضحكة داخلي كانت تصر علي الأنطلاق , فتذكرت وهي أمامي وتنطق اسمي وهي تدللني بسمسمه ...أني يوما طلبت مني مديرتي ان أقوم بعمل اجراءات ورق حصولها علي منصب استشاري بشئون الأطباء بالمستشفي وقالت لي وقتها " وكمان د/...... وحياتك يا سميه "
...فنظرت اليها وقلت في نفسي سأحاول وبالفعل ذهبت لأنجز ما قد طلبته مني مديرتي وعندما أردت ان أطلب تخليص الورق الخاص بالدكتورة /........ لم أستطيع , وذهبت الى مديرتي بأوراقها وقد جهزت وعندما سألتني أين أوراق الدكتورة/...... أجبت بكل تلقائيه "هذة الطبيبه لا ترد السلام عليا , كما ان نظراتها لي عجيبه !! ...أعذريني أنا لا أستطيع القيام بهذة المهمه "...ووقتها وجدت الحرج قد ارتسم على جبين مديرتي ...فماذا ستقول لزميلتها وقد وعدتها بتخليص الورق ...!
تذكرت هذا الموقف وهي مازالت تضحك قابعه أمامي بابتسامة صفراء , وهي لا تعلم أني أري ما في الخفاء....
فهي تجلس الأن معي وتطلب ودي لأنها طامعة في اي عطاء ممكن ان تناله من والدي وتتمسح بي كالقطه . وفي مصر لو كنت لا قدر الله أرجو مطلب منها , لكانت أطلقت عليا كلابها ...!
...والأبتسامه لا تترك شفتايا وهي تحكي بحب عن جمع القدر هنا لكلانا ....لكنها بالطبع أحست شيء أكتمه في نفسي وتعرفه هي عن نفسها ....فأسرعت وقالت " أنا عمري ما تكلمت معاك يا سمسه في مصر أوي ...يا بنتي مش كنتي تقولي ان لكي والد فاضل بيشتغل في أبوظبي ...! "
وأجبت " انتي حضرتك ماكنتيش بتردي السلام الصبح "
فقالت بسرعه "مش صحيح ...انتي اللي كنتي واخده جنب ومش بتكلمي حد وكنت أقول لمديرتك هي البنت دي مش بتكلم حد ليه ؟ " ثم أردفت بسرعه ....
"سميه ...لا شك ان الوضع العلمي والمنصب الذي أشغله لا يسمح لي بالكلام مع الصغار من باقي فريق المعمل ...نحن لنا مكانتنا وقوتنا " وأجبت عليها وانا مازلت صريحه "ليس واجب علي الكبار منكم ان يكون هناك حديثا متبادل بينكم وبين الصغار العاملين في المعمل ولكن رد السلام لا يقلل من الشأن بتاتا ...!!"
كانت انتهت وقتها من الفاكهه ومن تفقد المكان بكلتا عينيها ....ثم نادت علي الشاي بالنعناع ليأتي لها ....وأمسكت به بين يديها وقد انتقلت لتجلس علي الأريكه وقد تخدرت بعض الشيء من فعل هضم الطعام , فنادت الأريكه علي قدميها فأزاحتهما برفق ليستكينا برهة تحت جزعها وهي منبهرة من الضيافه ومن المستضيفه التي كانت تراها في ممر المعمل مجرد ضعيفه ...وأخذت تتحدث وتحكي عن حياتها وكيف جاءت للعمل هنا في أبوظبي وكم من مرة تمنت العودة لبيتها وأولادها ولكنها تتراجع فهناك الصغيرة بنتها لا تمتلك سيارة مثل باقي أخواتها ...!
وفي خضم الحكي ...تلألأت عيناها بالدموع وقالت لي "مـــصر وحشتني يا سميه ...ان تعاقدي بالعمل هنا ينتهي شهر ديسمبر القادم " وقلت لها "أنا أيضا اجازتي من المستشفي تنتهي شهر ديسمبر "
فنظرت اليا بحب دفين , رأيته يوما في عيون تمساح لطيف يظهر دوما في برنامج اسمه الحيوان الأليف وهي تدلك كوب الشاي بيديها الحنيتين وقالت " يلا يا سميه ننزل احنا الأثنين ونرح المستشفي تاني ..." و تغيرت نبرة صوتها فجأه وكأنها قررت ان تقول لي قرار نهائي وحصيف وهي مع تلون الأنسان بكل الألوان حتي وان رفض الخريف ...واعتدلت في الجلسه ورأيت اطلالة النظرة ...النظرة التي تعودت عليها عيناها ...لترمي من أجبرته الظروف برؤية محياها ...
وأردفت " نرجع المستشفي .......وأرجع تاني ما أصبحش على حد.....!!!! "

سميه سليمان 31\10\2007


Tuesday, October 30, 2007

برضه لسه بحبها

برضه لسه بحبها

أنا برضه لسه بحبها....

في دمي
وبحمل جواز سفر منها
وأتحيلت عليها كتير
تسبني أيام ما كنت
في بطنها
ولما تعسر وجودي
فيها
صرخت بأعلي صوتي
علي ارضها
ورفسّت برجلي
وانا بعيط
...وهي كمان بتعيط
بس كاتمه في قلبها
وبكل رحمه
اتظفلت منها
وهي لسه بتصرخ
وأتأكدت اني بنتها
والخلاص لسه عليا
وهو أخلاصي في حبها
رغم الخلاص
من ألم مدقتهوش
غير وأنا ساكنه عندها
يا مصر أنت أمي ...
وانا برضه
بنت عايزة تعيش
وهي حابه امها
بكرة مش هتندمي انك ولدتيني ...
حتي لو عرف الكون
اني مصريه نفدت بجلدها
....
يا جماعه
انا برضه لسه بحبها
وفي كل مكان أروحه
..أنا مصريه
والكل بينبهر بعمقها
...بقربها
بتاريخ يزلزل
جنسيات العالم
وهي حطه
ايدها علي قلبها
واللي مش عجبه...
واللهي لأحكم عليه
بسنين طوال يتحبس مربوط
...وتفضل هي قافله رجلها
مصر مش بتولد
غير اللي بيحبها
فتسيبه يعيش الحياه
لكن مش علي ارضها
يعيش بعيد عنها
وهو عارف انه منها
أنا برضه لسه بحبها

سميه سليمان 30\10\2007

Wednesday, October 24, 2007

الحلم الهندي



���������� ������������



������ ���� ������������������ ������������ ������������ ������ ���� ����������������!....
�������� ���� ������ �������� ���������������� �������������� �������� ���������� ������������ �������������� ���� ���� �������� ...���� ������ ���� ������ ���� �������������� �������������� �������� ���� �������������� ,�������� ������ ������������ ������������ ���������������� ������������ �������� �������� ������ ���������� ���������� ���������� ������������ , ������ ���� ������ ������ �������� ������ ������������ ������ ������������ ������ �������� ���������� , ������ ���������� �������� ������������ ���� �������� ������
������ ������������ �������� �������� ������ �������� �������������� ���������������� , ������ �������� ������������ ������ ���� ������ ���������� �������� �������� �������� ���������� ������������ �������� ���������� ���������� ���������� , ������ �������� ������ ���� �������� �������� ���������� �������������� ���� �������������� �������� ������������ , ������ ������������ ������������ ���������� ���� ������ ,������������ �������� ������������ ���������� ���������� ������������ ������������ ���� ������ ���� ������ ������ ������������ �������� "�������� �������� ���� ������" .....������ �������������� ������������������ �������� ��������" ���� ���� ������ �������� ���������� ������ ������" ...!!
���������� ���������� ���������� ���������� ���������� ���������� ���� ������������ ������������ ...�������� ���� ������������ �������� ����������...!
�������� ������ �������� ���������� ������ ������������ ������ �������������� ������ , ���������� ���� ���������� ���������� ������ ���������� ������������ �������� �������� ������ ������ ������������ �������� ���� �������������� ������������ ���������� �������� ���� �������������� ���������������� , ���������� ������������ ������ ������������ ���������� ������ ������ ���������������� ������������������ ���������������� �������� ���������� ���� ���������� ���� ���� ���� �������� ���� ������������ �������� �������� ���� ������ ���������� ������������ ���������� ���� ������ ���������� �������� ���� �������� ���������� , �������� ������������ ������������ ���� �������� ������������ ...������ �������� ������������ ���� ������ ������������ ������������ ...
������ ������ ���������� ���������� ���������� ������������ ���������� �������� ���� ������ ������ ������������ �������� ���� �������� �������� ���� ���������� �������� ������������ ���������� ������������ ������������ ���� �������������� �������������� �������� �������� ������ ������������ ���������������� ���� �������� �������� ...
���������� ������ ������ ���������� ������������ ���������������� �������������� ������������ ���������������� �������������� ....���������������� �������� ���� ���������� ���������� ������������ �������� ���������������� �������������� �������������� �������������� , �������� ������������ �������������� ���������������� �������� ���������� �������� ������������������ �������� ���������� �������� ���������� ������������ ������������ ���� , ������������ �������� ���������� ������ ���� ���������������� �������� ���������������� �������������� ������������ ������������ ���� ...���� ������ �������� ����������������.....���������� �������� ������ ������ ������������ ������ ������ ������ ���������� ������ , ������������ ������������ ������ ���������� ....���������������� ������������ ���������� ������������ .....!
�������� ������ ���������� ������������������ ������������ �������������� ������������ ���������� ������ ������������ �������� ���������� �������� ������������������ ���� �������� ���� �������� ������ ...������ ���� ���������� ������������ ���� ������ ������������ ...�������� ���� ������������ ���������� ���������� �������� ������ �������������� ������������ ���� ���������� �������������� ���������� ���������� ���������� ���� �������������� ���� ���������� ���������� ���������� ���� ���������� ���������������� ....
������ ���� ���������� ���� ������ ���������� ���� ���������� ���������� �������� �������� �������� ���������� ���������� ������ �������� �������������� �������� ������������ ������������ , ������������ �������� ������������ ������������ �������� ������ �������������� ������ ���������� �������������� ������ �������� ���������� ���������� ���������� �������� ���� ������ ���������� �������� ���������� �������������� ������������ ������������������ �������� ���������� ���������� �������������� �������������� ������������ ���� ������ ������ ...
���� ������ ������������ �������� ������������ ���������� ...������ �������� ������������ �������� ������ �������� �������� ���������� ���� ���������� ������ �������� ���� ������...!
������������ �������� ���������� ������������ �������� ���������� ���� �������� ������������ ������������ ������������ ������������ ������ ������ ������ ...���� ���� �������� ���� ������ �������� �������� ���� �������� ������ �������� ���� �������� ������������ ...�������� ����������....�������������� ������ ������������ ...���������� ������ �������� ���������� ..�������� ���������� ��������������.....������ �������������� ����������

�������� ����������
�������������� ���������� .. �������� ���������� ..
�������������� ������ �������������� ..
���������� ������ ������������ ���������� ..
���������� ���������� �������������� ..
* * * * * *
������ �������������� ���������� �������� ..
������������ �������������� ������ ��������������
������ �������������� .. �������� �������������� ..
���������� ���������� �������� ���������� ..
���������� ������������ �������������� ..
* * * * * *
���������� �������� ���������� �������� ..
���������� ���������� ������ ��������
�������������� �������� .. ������������ ��������
���������� .. ������������ .. ���������� .. ���������� ..
���������� �������� ���������������� ..
* * * * * *
������������ ���������� �������� ������ ..
���������� ������ ���� �������� ����������
�������� �������������� .. �������� ���������� ..
���������� ���������� .. ������������ ���������� ..
�������� ������������ .. ����������������..

���������� / ������ ���� ������������������
���������� / �������� ��������

�������� ������������ 9\10\2007

Tuesday, October 23, 2007

ليلة خميس



ليلة خميس

ليلة خميس طرَّز بها نور القمر
شطَّ البحر .. نِصف الشَّهر
والَّليل مِن فرحُه عريس .. ليلة خميس
ليلة لُقانا .. مَوعدي السَّاعه ثمان
كان النَّدى موعود مع رِمشِ الزَّهر
هو الزَّهر سهران عطَّر بالحنان
فيها الفرح ثوبي الجديد
لُقياك عِنَّدي يوم عيد
موج البحر مغنى وقصيد
والَّليل من فرحُه عريس .. ليلة خميس
* * * * * *
ليلة خميس .. قلبي بدقاته
إلى رحتي يناديكِ .. إسمعي
ويقول بآهاته دخيل الله إرجعي
إنتِ في هالدَّنيا نِظر عيني ..
مُناي ومَطمعي
في مَوعِدي ليلة لُقانا مَولِدي
يا قمرا ويا نُجوم اشهدي
إنِّي مَعِك .. مِنِّك و لِك
بأرخص لِك الغالي النَّفيس
والَّليل من فرحُه عريس .. ليلة خميس
كلمات / خالد بن يزيد
الحان / عمر كدرس
عندما سمعت أول مرة هذة الأغنية من محمد عبده أثارت الشجون داخلي ,ومنذ خمس سنوات ,اشتريت عودا وذهبت الي مدرس العود وطلبت منه ان يعزف لي ليلة خميس ....ومنذ عدة أيام وأنا هنا في أبوظبي ذهبت الى عازف عود أردني وطلبت منه ان يعزف لي ليلة خميس

Monday, October 22, 2007

دقوا المزاهر

(حبيبتي ..............(كتيت تلك الكلمات لك قبل ان تصلني رسالتك على المحمول


أذكر الفرح الذي تريديه
أذكر الدف الذي تحمليه..
...أذكر البحث الذي تحبيه....
أذكر الزغاريد التي تطلقينها في قلب الأنين
....أذكر كلمات المحبين
أذكر الضحكه التي تعلو الجبين
فافرحي يا صديقتي ولا تهابي الحزن الدفين
وهذه مزاهري أدقها لك في ليلة عرسك بكل حنين
ولم أكن أعرف بخبر الليله ولكنه القرب المبين
مبروك يا مها , يا ابنة الأكرمين
بالرفاء والبنين


سميه سليمان 22\10\2007